أثناء الإنتظار While waiting


بتجيلك أوقات تفكر فيها وتقول: هي صلاتي بتجيب أي نتجية ؟
هل صلاتي لفلان هتغير قلبه ؟ هل الموضوع الفلاني هيتحل ؟ هي ربنا هيديني سؤل قلبي ؟ هل .. وهل ...؟ 
يمكن بتجيلنا الأفكار دي بالذات لما الوقت يطول وتبتدي مشاعر الملل والزهق تتسلل لقلوبنا .. وبنتضايق لأننا مش شايفين ومش فاهمين.. والخطر كل الخطر هو لما يتملكنا الحزن والقلق بدل الفرحة، وتتوقف حياتنا لأننا منتظرين نشوف نتيجة صلواتنا .. او لأننا نفسنا ناخد وعد معين من الله لأجل حياتنا الشخصية 


عايزة أشارككم بفكرة جت في بالي النهاردة: إن كتير من أعمال الله العظيمة تحدث في الخفاء .. و على رأي المثل (لو ينفع نستخدمه لخدمة المعنى هنا) : "وما خفي كان أعظم" .. أعماله العظيمة تحدث في صمت .. لذلك تحتاج إلى صبر وثقة أثناء الإنتظار.

وأنا قاعدة بذاكر فجأة جاتلي رسالة تحديث من الجهاز .. والحقيقي كلماتها إستوقفتني لأنها متمشية مع الموضوع إللى كنت بفكر فيه، الكلمات دي بتقول: "إحنا بنعمل شغلنا من وراء الستار، إشعر بحرية إنك تستمر في عملك، وإحنا هنبلغك لما كل حاجة تخلص"

حسيتها رسالة شخصية ليا .. وممكن كمان تكون ليك:
الله بيعمل في الخفاء .. سيظل يعمل ولن يتوقف عن العمل، تغييره في قلبك أو في قلب أحباؤك عملية محتاجة وقت لأنها عملية تدريجية وشخصية جدا، فمش معنى إنك مش شايف إن مفيش حاجة بتتغير، وفي أثناء إنتظارك متوقفش حياتك مستني تشوف عمله؛ لكن إستمر تعيش وتحيا وتخدم وتشتغل ، وهو لما يخلص إللي بيعمله هيبلغك وهيوريك عظمة الأمور إللي كان بيجهزهالك في الخفاء .. فقط ثق وإنتظر بتوقع إيجابي ...إنتظار عامل مصحوب بالشكر والتسبيح ليه لأنه مش ناسيك .. هو أصلا مشغول بيك وعايزك تختبر حياة مليانة بالثمر والفرح والمحبة والسلام.. إعمل إنت دورك وسيب ربنا يقوم بدوره"

"I'm doing my work behind the scenes. Feel free to keep working & I'll let you know when everything is done" .. 
Signature: God your mighty savior 

الشفاء حينما لا يوجد شفاء..



 أحيانا بسبب تصورنا لمفهوم الشفاء والتغيير بصورة معينة في أذهاننا (سواء بزوال المرض ، أو بتغيير وضع مزعج معين) نظل منتظرين تحقيق هذه الصورة، فنصاب بقلق وربما حزن ويأس لعدم تغيير الوضع ولطول الإنتظار.
ربما يوجد مفهوم أخر للتغيير وهو تغيير إتجاهاتي وتوقعاتي أنا الشخصية تجاه الوضع الذي لا يتغير .. عندما أتقبل الوضع كما هو ولا اسمح له بأن يكتسحني وأن يدوس علي بأقدامه فلا أتمكن من التنفس وإستنشاق عبير الحياة بحرية.

أعتقد أن التشكيل يحدث عندما لا يتغير الوضع بينما نتغير نحن. نعم هذا مؤلم، لأننا دائما ما نفضل أن ننعم بالراحة والسكينة والشعور بالإثارة لتحقيق المشاريع والأحلام، لكن من قال أنه عند تغيير الوضع الخارجي سيعم الراحة والسلام بينما الداخل مازال مضطرب وغير مشفي؟ ربما فقط عندئذ (عندما يحدث التغيير الداخلي) سأستطيع أن أستمتع عندما يحدث التغيير الخارجي، أو ربما سأوجد بدائل أخرى إذا لم يتغير الوضع الخارجي

لا يوجد في الحياة ما لا يتغير .. ولا توجد عبارة: "لا يوجد شفاء" ، فالإنسان مخلوق ولديه قدرة إلهية مبدعة في التكيف والتغيير بغض النظر عن الأوضاع الراهنة، فسمعت كثيرا مثلا عن مرضى بالسرطان تحدوا المرض بأن قبلوه وقبلوا حقيقية فناء الحياة، فحدث التغيير والشفاء بأن عاشوا مستمتعين بكل يوم من أيام حياتهم إلى أن : إما شفوا جدسيا بزوال المرض (لقوة تأثير العامل النفسي على المرض) ، يا إما شفوا أبديا بإنتقالهم من هذا العالم وهم فرحين ومستعدين.

وهذا يذكرني بصلاة السكينة لـ  رينولد نيبور Reinhold Niebuhr:
"يارب امنحني السكينة لكي أقبل الأشياء التي لا أستطيع أن أغيرها، والشجاعة لأغير الأشياء التي أستطيع أن أغيرها، والحكمة لأعرف الفرق بين الاثنين." --


لذا أتالم كثيرا عندما أرى أناس حياتهم توقفت منتظرين تحسين الأوضاع ، وتوقف قلبهم عن النبض عندما ظنوا أن أحلامهم قد ماتت لسبب طول الإنتظار، وهذا فخ نقع فيه جميعنا أحيانا.... لذا أذكر نفسي وأذكركم بأنه: ينفع أتغير وأتوقع التغيير حتى وأنا في إنتظار.
أصلي من قلبي لكل من طال إنتظارهم لتغيير الأوضاع ولأن يُشفوا لكي يجدوا التغيير والشفاء أولا في أرواحهم وأذهانهم ونفوسهم؛ حتى يختبروا معنى الشفاء الحقيقي الذي لا يزول، بل يدوم للأبدية.
#شفاء #تغيير #ألم #تحرير