عندما نتحول إلى عمود من الملح !!
كلنا كبشر لدينا رصيد ضخم من الخبرات في العلاقات مع الأخرين .. تبدأ منذ
نعومة أظافرنا من خلال علاقتنا بأسرتنا .. وتشكل هذه العلاقات شخصياتنا ..
خاصة العلاقات المهمة لنا والتي تؤثر على نظرتنا لأنفسنا ..
وللأسف
طبيعة الحياة التي نعيش بها تعدنا بأننا سنمر بعلاقات مشوهة تسبب لنا
إيذاءات نفسية (متى مررنا بها ومستوى تشوهها ودرجة تأثيرها علينا تختلف من
شخص لأخر) ... ولأننا مخلوقات علاقاتية (بخلاف الحيوانات) ، فلا شئ يعالج
الجروح والتشوهات في الشخصية التي تسببتها العلاقات السابقة سوى علاقات جديدة صحية بديلة.
ولكن هنا يسقط معظمنا ولا يكمل في الطريق ..
فهناك إغراء أن نظل ننظر إلى
علاقاتنا السابقة لدرجة لا تسمح لنا بتوقع نتيجة مختلفة، فنظل نرى أنفسنا
مثلما قالوا لنا، وأحيانا نبكي الأطلال، وأحيانا نخشى العلاقات الحميمة بل وقد نبتعد تماما عن الناس ،وأحيانا أخرى نتنبأ علي مستقبلنا
أنه سيعطينا نفس نتائج ماضينا، بل ونسعى (بدون وعي) لضمان حدوث ذلك
بتصرفاتنا المجروحة والغير متزنة ... فنصير سجناء الماضي ... ونفقد الحاضر
والمستقبل، فنتحول من بشر ..من روح وحياة وحركة وديمومة إلى عمود صامت جامد
من الملح !!
وهنا أيضا تقع المسئولية على عاتق الشخص نفسه ... هل
سنختار أن نسلك بخوف وننظر إلى الوراء ونضيع على أنفسنا الأمور الرائعة التي
أعدها الله لكل شخص فينا في المستقبل? أم سنقهر خوفنا ونسعى لمداواة جروحنا
وننظر بإيمان إلى ما ينتظرنا ?! في يد كل شخص فينا أن يختار الحياة أو
يختار الموت.
~ من وحية الحياة وكتاب صحة العلاقات لأوسم وصفي ~
@ Jackie.Y.G.I
No comments:
Post a Comment