من حقك تتفهم .. من حقك تتحس .. من حقك تطلب مساعدة



معلومة أول مرة اعرفها أثناء دراستي عن الإكتئاب:


دايما كنا فاكرين (من حوارات أغلبنا) إن المكتئب بيعاني من مشاعر خمول أو إرهاق وعدم نشاط ، مصحوب بمشاعر إنعدام القيمة وعدم التفاعل مع ظروف الحياة بل ربما عدم الرغبة في الحياة أصلا ، لكني الحقيقة وجدت إن أعراض الإكتئاب متنوعة تنوع كبير يتوقف على نوع الإكتئاب، فمنه مثلا:

• نوبة إكتئاب مصحوبة بمظاهر مختلطة ... يعني الشخص يكون عنده خليط من إكتئاب وهوس في وقت واحد .. بمعنى تاني إنه يكون عنده إرتفاع مستوى الثقة بالنفس، بيرغي ويتكلم كتييييييير أكثر من المعتاد، لأ وكمان عنده زيادة في النشاط ... فتلاقيه مندمج عادي في أنشطة إما اجتماعية أو في العمل ... إلخ.

وفيه كمان نوع إسمه:
• إكتئاب مع ظواهر لا نموذجية  Atypical Feature Specifier: ودا لما الشخص المكتئب يكون عنده قدرة إنه ينبسط مؤقتًا  بالأحداث السعيدة (خروجة، نشاط، إلخ) ويبقى عنده زيادة شهية، لكنه كمان عنده حاجةمفرطة للنوم، وكمان بيعاني من حساسية تجاه الرفض .. يعني يبقى قدام الناس كلها نشيط و Active لكنه من جواه متألم وعارف إنه لما هيروح هيغرق في حالة إكتئابه ويروح في النوووووووم.

عايزة أقول إيه من الكلام دا وليه بشاركه؟
1- عشان نحاول نتعلم منشوفش الناس بعينينا العادية و نبطل نحكم على الأخرين من تصرفاتهم الظاهرة وإللي ربما لا تفسر حالتهم الحقيقية.

2- عشان نبطل نعمل دكاترة وأخصائيين نفسيين .. ونفهم إننا ملناش أي حق في تشخيص حالة أي شخص حوالينا؛ ودا لأن التشخيص ليه مراحل وسمات ومعايير وإختبارات وفحوصات بيتم مراجعة نتائجها ومقارنتها بمعايير دولية متفق عليها ( زي الدليل التشخيصي والإحصائي للإضطرابات النفسية) ولأن كمان فيه أعراض متشابهة لمرضين مختلفين تماما لكن بيفرق بينهم شعرة إسمها : التشخيص الفارق.

3- عشان أشجع كل واحد بيقرا كلامي إنه لو حاسس إنه مش تمام، رغم إنه مهايبر وبيروح وييجي ويعمل أنشطة والناس شايفاه تمام لكنه هو حاسس إنه مش جواه #مش #تمام: إنه يروح يطلب مساعدة من حد متخصص لأنك تستحق إنك تتساعد وتتسند على حد يقف جنبك .. وأشجعك تطلب مساعدة بسرعة قبل ما الوضع يسوء.


من حقك تتفهم .. من حقك تتحس .. من حقك تطلب مساعدة

(ملحوظة هامة: برجاء الذهاب لأخصائي نفسي أو مشير وليس فقط إلى طبيب نفسي حيث ليس كل حالات الإكتئاب تحتاج إلى علاج دوائي .. فقط الحالات المتوسطة والقوية من الإكتئاب ، وحتى هذه الحالات لابد من وجود مشورة لأهميتها في تقوية العضلات النفسية وتصحيح الأفكار بجانب الأدوية ... بالمختصر: لا تكتفي بطبيب نفسي يجلس معك فقط 10 دقائق ويكتب لك أدوية .. الأدوية مسكن ومهدئ وليس علاج)

هل مازال يسوع يبكي ؟



أصبحت الخدمة والإنجازات و الطقوس أهم من النفوس و من التواصل العميق بما يشتمله من إنصات وتشجيع وقبول الرأي المخالف 
ليس غريب أن هذا المناخ منفر لكثيرين .. وليس بغريب أن من ينجو هو فقط من تتلمذ على يد التعاليم الأبائية و من كان له مرشدين قديسين ساعدوه على تذوق طعم المسيحية الحقيقية التي لا تحمل في حقيقتها أي ملامح للإدانة أو للحكم على الأخرين أو التشدد أو التعصب..


❓لماذا أصبحت هناك أعداد مهولة تذهب لمراكز تساعد على شفاء هؤلاء الذين جرحوا وتأذوا من هؤلاء الذين يخدمون ف الكنائس ?! بينما كان من المفروض ان يكون الوضع معكوس !

❓ لماذا إمتلأت الكنائس من قادة مجروحين بالأنانية وعدم القدرة ع التحاور أو الشعور بالأخر ?!

❓ من سيلاحظ الخدام الذين تركوا مواقعهم في المعركة..ليس لأنهم مرهفي الحس، بل لأنهم أنهكوا من طول مدة المثابرة والجهاد بمفردهم وسط مجموعة لا تسمع و تخاف أن تشعر .. فخرجوا من ذلك المكان محترقين ونازفين ... وربما سيكملوا مسيرتهم ولكن بمفردهم لأن الرب لن يتركهم

❓ من سيلاحظ من يخدم فقط كما لقوم عادة بينما من الداخل فقد سلامه وشغفه?

❓ من سيحتوي ذلك الشخص التائه والبعيد الذي يتوق أن ينضم لمجموعة مؤكنين ولكنه يعلم إنه اذا فقط إقترب سيتأذي منهم ?! وإلى أين سأنصحه أن يذهب ?!  (نعم فقط إلى يسوع ..وليس إلى جماعة المؤمنين!)

❓ متى ستكون كنائسنا فعلا مستشفى .. كل شخص يطبطب ويشجع ويسند ، حتى لو كان مازال في مرحلة الشفاء?
❓ متى سنتعامل بنضوج يوحي بروحانية حقيقية تساوي كمية الوعظات المسموعة والكتب المقروءة ..

أكتب هذا لأني أعلم أن هناك كثيرين يريدون أن يصرخوا ولا يتحدثون .. لأنهم تعلموا ان يخرسوا ويظهروا فقط خادمين مبتسمين .. وربما لاننا لم نتعلم النقد او مواجهته حتى نصلح من أنفسنا ... أو ربما لأننا نرى الناقد شخص غير متواضع وغير محب لكنيسته !! وهذا طبعا نابع من تعاليم زرعت فينا منذ نعومة أظافرنا ان الكنيسة مثل أمنا، لا يصح ننتقدها، متخذين هذا المبدأ ستارا ليخفي تحته آلاف من السلوكيات المضطربة والتي لا تمت لتعاليم الكنيسة بصلة .. بينما لو كنا إعترفنا أن أمنا مريضة، لكنا تكاتفنا للذهاب بها إلى المعالج والطبيب لتُشفى وتتحسن ويعود لها مجدها كالأول.

أشعر بالغيرة عندما أرى إختبارات لأشخاص بالخارج عاشوا حياتهم كلها خارج المستشفى (الكنيسة) بصورة ذاتية مشوهة ..وعندما رجعوا للكنيسة وجدوا صورتهم الذاتية تشفى وتتجمل في عيون كل يد طبطبت وكل لسان شجع ّوكل راعى إحتوى .. متكاتفين ليقدموا العجل المسمن والوجبات المشبعة المقدمة ليس في صورة وظاات لكن قبول غير مشروط وحياة محبة معاشة .. أين هذا هنا ?!
هل من صارخ معي يرى بشاعة الموقف ?!
أين المحبة التي تتحدثون عنها ?! أين التسامح وعدم الإدانة وإحتمال الأخر وقت ضعفه وتعبه?! أين حضور الله وسطكم يا جماعة المؤمنين ?!!

نعم ..جماعة المؤمنين الذين اتوقع من كثيرين منهم بعد قراءة كلامي أن يسخروا او ينتقدوا شخصيتي وليس رسالتي في أذهانهم، وليكن!! فقد تعبت من رؤية النازفين خارج أسوار الكنيسة بسببكم !!

أقول هذا لكني أعلم أن الله سيظل يعمل .. سيلمس كل المجروحين خارج أسوار الكنيسة .. كل السكارى والمدمنين والمكتئبين والواقعين في الإدمان الجنسي والعادات السالبة لإحترام وإنسانية خليقته ... سيعمل ولن يتوقف عن العمل... سواء بمفرده أو بمن بقي ليعمل معه !

ولكني أتساءل .. هل تعمل يا رب يسوع وأنت تبكي على الكنيسة وعلى شكل العلاقات بين المؤمنين !!!