أصبحت الخدمة والإنجازات و الطقوس أهم من النفوس و من التواصل العميق بما يشتمله من إنصات وتشجيع وقبول الرأي المخالف
ليس غريب أن هذا المناخ منفر لكثيرين .. وليس بغريب أن من ينجو هو فقط من تتلمذ على يد التعاليم الأبائية و من كان له مرشدين قديسين ساعدوه على تذوق طعم المسيحية الحقيقية التي لا تحمل في حقيقتها أي ملامح للإدانة أو للحكم على الأخرين أو التشدد أو التعصب..
لماذا أصبحت هناك أعداد مهولة تذهب لمراكز تساعد على شفاء هؤلاء الذين جرحوا وتأذوا من هؤلاء الذين يخدمون ف الكنائس ?! بينما كان من المفروض ان يكون الوضع معكوس !
لماذا إمتلأت الكنائس من قادة مجروحين بالأنانية وعدم القدرة ع التحاور أو الشعور بالأخر ?!
من سيلاحظ الخدام الذين تركوا مواقعهم في المعركة..ليس لأنهم مرهفي الحس، بل لأنهم أنهكوا من طول مدة المثابرة والجهاد بمفردهم وسط مجموعة لا تسمع و تخاف أن تشعر .. فخرجوا من ذلك المكان محترقين ونازفين ... وربما سيكملوا مسيرتهم ولكن بمفردهم لأن الرب لن يتركهم
من سيلاحظ من يخدم فقط كما لقوم عادة بينما من الداخل فقد سلامه وشغفه?
من سيحتوي ذلك الشخص التائه والبعيد الذي يتوق أن ينضم لمجموعة مؤكنين ولكنه يعلم إنه اذا فقط إقترب سيتأذي منهم ?! وإلى أين سأنصحه أن يذهب ?! (نعم فقط إلى يسوع ..وليس إلى جماعة المؤمنين!)
متى ستكون كنائسنا فعلا مستشفى .. كل شخص يطبطب ويشجع ويسند ، حتى لو كان مازال في مرحلة الشفاء?
متى سنتعامل بنضوج يوحي بروحانية حقيقية تساوي كمية الوعظات المسموعة والكتب المقروءة ..
أكتب هذا لأني أعلم أن هناك كثيرين يريدون أن يصرخوا ولا يتحدثون .. لأنهم تعلموا ان يخرسوا ويظهروا فقط خادمين مبتسمين .. وربما لاننا لم نتعلم النقد او مواجهته حتى نصلح من أنفسنا ... أو ربما لأننا نرى الناقد شخص غير متواضع وغير محب لكنيسته !! وهذا طبعا نابع من تعاليم زرعت فينا منذ نعومة أظافرنا ان الكنيسة مثل أمنا، لا يصح ننتقدها، متخذين هذا المبدأ ستارا ليخفي تحته آلاف من السلوكيات المضطربة والتي لا تمت لتعاليم الكنيسة بصلة .. بينما لو كنا إعترفنا أن أمنا مريضة، لكنا تكاتفنا للذهاب بها إلى المعالج والطبيب لتُشفى وتتحسن ويعود لها مجدها كالأول.
أشعر بالغيرة عندما أرى إختبارات لأشخاص بالخارج عاشوا حياتهم كلها خارج المستشفى (الكنيسة) بصورة ذاتية مشوهة ..وعندما رجعوا للكنيسة وجدوا صورتهم الذاتية تشفى وتتجمل في عيون كل يد طبطبت وكل لسان شجع ّوكل راعى إحتوى .. متكاتفين ليقدموا العجل المسمن والوجبات المشبعة المقدمة ليس في صورة وظاات لكن قبول غير مشروط وحياة محبة معاشة .. أين هذا هنا ?!
هل من صارخ معي يرى بشاعة الموقف ?!
أين المحبة التي تتحدثون عنها ?! أين التسامح وعدم الإدانة وإحتمال الأخر وقت ضعفه وتعبه?! أين حضور الله وسطكم يا جماعة المؤمنين ?!!
نعم ..جماعة المؤمنين الذين اتوقع من كثيرين منهم بعد قراءة كلامي أن يسخروا او ينتقدوا شخصيتي وليس رسالتي في أذهانهم، وليكن!! فقد تعبت من رؤية النازفين خارج أسوار الكنيسة بسببكم !!
أقول هذا لكني أعلم أن الله سيظل يعمل .. سيلمس كل المجروحين خارج أسوار الكنيسة .. كل السكارى والمدمنين والمكتئبين والواقعين في الإدمان الجنسي والعادات السالبة لإحترام وإنسانية خليقته ... سيعمل ولن يتوقف عن العمل... سواء بمفرده أو بمن بقي ليعمل معه !
ولكني أتساءل .. هل تعمل يا رب يسوع وأنت تبكي على الكنيسة وعلى شكل العلاقات بين المؤمنين !!!
ولكني أتساءل .. هل تعمل يا رب يسوع وأنت تبكي على الكنيسة وعلى شكل العلاقات بين المؤمنين !!!
No comments:
Post a Comment