خبرة جديدة
مع أول إختبار لي
لحضور حصة عن اليوجا .. وبينما كانت المدربة الأجنبية تتحدث .. بهدوء وبترو ...
كلمات بصوت هادي يتخللها فترات سكوت سريعة ثم تستأنف الحوار وجدت أمر غريب يحدث في
داخلي... وجدتني أشعر بإنفعالات وبرغبة في أن أقول لها: أسرعي في الكلام قليلا ...
ما هذا البطء ؟!!
لكني إخترت بدلا
من أن أغادر الحصة لحصور درس أخر (حيث إنه اون لاين) وجدتني أقرر أن أبقى قليلا مع
إنفعالاتي .. فقط ألاحظها .. أراقب ضربات قلبي وتنفسي ... وقررت أن أنفتح لأستقبل
منها مواجات صوتها .. والخبرات التي تقدمها..
بنهاية الحصة وجدت
الأتي:
👈 تلقيت إجابة
لماذا أجد نفسي منذ بضعة أشهر لا أحتمل رغي الناس وكلامهم حتى أن أذني اصبحت حساسة لأصغر صوت أسمعه... فلأننا لم نتعلم أن
نتحدث بهدوء وتروي وبطريقة تجلب الهدوء والسكينة للأخرين خمنوا ماذا حدث لي؟!
هذا صحيح ... لقد تمت إصابتي تدريجيا دون أن ألاحظ .. أصبحت ممتلئة من الداخل من دوشة كثيرة وهذا جعلني أنغلق من الداخل وحساسة تجاه الأصوات الخارجية، بل والأخطر .. لقد تم تعكير طبيعتي الداخلية بالملوثات الخارجية حتى تحولت من هدوءي وطباعي وأصبحت أشعر بالغضب في بعض المواقف.
👈 طريقة المدربة
التي إتسمت بالهدوء كشفت هذا الإنزعاج بداخلي ... حين تقابلت موجات صوتها الهادي..
وحضورها الذي عكس كمية الهدوء والإتزان الداخلي والذي تمارسه مع نفسها مع موجات
الإنفعال والدوشة بداخلي...
👈 قراري بعدم
التسرع للإنصراف وإنفتاحي لأستقبل منها نقل منها هذه الموجات لي داخليا .. وكأنهه
وضعت يدها على زرار الراديو (بتاع زمان) وأخذت تخفض الصوت بداخلي حتى عمَ الهدوء
والسكينة
👈 وجدت إني أريد
من هذا أكثر .. أريد أن أغمض عيني وأفتحها وعندما ينتهي هذا الحظر أن أجد نفسي وسط
مجتمع بيتكلم بصوت منخفض حتى لا يزعج الأخرين، أريد ان أحتك بناس بداخلهم هدوء وليس
إضطراب يزعج سلامي .. لا يعني هذا أني لا أريد أن أتعامل مع كل الأنواع، ولكن
حقيقة أن الشوارع دوشة ... السواقة دوشة .. كل هذا يعكس حقيقة الناس من الداخل
أنهم ممتلئين بالدوشة ...أغلبية الناس في أغلبية الأماكن صوتهم عالي .. وكلام ..
كلام .. كلام ... كلام .. وبدون إستماع
جيد .. كل هذا يستنزفك ويجعلك في وقت تريد أن تصرخ ... بل تتمنى لو كان معك أله
مثل الريموت كونترول لتجعل الوضع صامت Mute
في الحقيقة أجد فارق
كبير عندما أتواجد في مجتمعات بها أجانب وبين مجتمعنا أو مجتمعات شبهنا (مثل
الإيطاليين أو اليونايين ).. لا أقدر أن أنكر إمتناني لهذا الحظر بإستمتاعي
بالإبتعاد عن هذه الدوشة الصارخة ...
فمهما كنت قوي
وتقدر إنك تفصل وسط الناس ؛ إلا أني إكتشفت أن الدوشة معدية ...فطبيعتنا نحن كبشر
أننا نؤثر ونتأثر بكل الموجات التي تحوم حولنا... فإذا لم يتقوى المرء جدا حتى
يحصن نفسه من دوشة هذا العالم؛ بل ويتحصن في أشخاص أخرين مثله؛ ستتسرب هذه الدوشة
إلى عالمه الداخلي .. والأسوأ من ذلك: سيتحول إلى شخص أخر على قائمة الذي يملئون
الجو بالتلوث السمعي بسبب الصوت العالي والذي يعكس الألم والدوشة الداخلية.
إنت مُعدي You are contagious
الإضطراب معدي .. والهدوء معدي
محتاجين نعدي بعض
بالهدوء ... محتاجين نكلم بعض بهدوء ... محتاجين الأمهات تبطل تصرخ في عيالها ..
محتاجين نستغل هذا الوقت الذي نحتك فيه أقل مع الناس حتى نملأ أنفسنا بهذا الهدوء
.. حتى عندما نخرج مرة أخرى للمجتمع؛ نخرج أشخاص مختلفين ومؤثرين بالإيجاب .. مش
بالسلب... بالهدوء
.. مش بالدوشة.
دمتم هادئين ومُعديين بهذا الهدوء
@ Jackie.Y.G
No comments:
Post a Comment