الصمت الداخلي وسط عالم صاخب



في وسط زحمة ودوشة الحياة .. أعمال وأنشطة كثيرة ... طرق مزدحمة ... نفسنة منافسة ... مقالب ... نميمة ورغي وهري في كل مكان .. يتوه الإنسان وسط كل هذا ..غير منتبها لما يحدث في داخله لانه لم يتدرب على ذلك ..

إلى أن يتوقف كل شئ .. ويصمت الصخب الخارجي ... ليبدأ الصخب الداخلي في الظهور .. من أفكار وتخيلات وذكريات ومخاوف ... إلخ.

فإن لم يتمكن الشخص من الإنصات والإنتباه لما يدور في دواخله، فكيف سينصت لمن يحدثه إنصاتا جيدا يدل على الاهتمام والتفهم ؟!!

فأجدني أرى من لم يستطع الهدوء والصمت يجري ليبحث سريعا عن أي دوشة خارجية مجددا ليغطي بها على دوشته الداخلية .. أي شئ يلهيه .. فالجلوس مع النفس والهدوء أمر مرعب لمن لم يتدرب .. 

أما من تدرب على الصمت الداخلي من المحتمل ان يكون درجة إحتماله لتوقف معظم أنشطة ف الوقت الحالى أعلى .

وغالبا ما أرى أنني كثيرا وسط أشخاص لا يجيدون الإنصات كثيرا .. بل ربما لا يجيدون الإنصات على الإطلاق !!  لذا تكون مقابلاتنا مع الاخرين اغلبها بلا عمق ..فقط زيارة خارجية من شخص لشخص اخر على باب بيته .. لا تصل لعمق الدخول الى عالمه الداخلي ليحدث التواصل الحقيقي معه ..ولذا ارى الأزمات تحدث في علاقاتنا .. 

أجد نفسي شخصيا أستغرق بل وأحتاج لوقت كثير لأفرِّغ ذهني واذنيَّ من كل دوشة الفترة الماضية .. لأخرج الكراكيب والزحمة والرغي الكثير الذي إقتحمني .. ولأروي نفسي بما اختار انا ان ادخله لذهني ..لعيني ..لأذني .. لعلي أجد ما فاتني وسط زحمة هذه الحياة وصخبها.

~ خواطري في سنة الكورونا 2020 ~

@ Jackie.Y.G

No comments:

Post a Comment