في إحدى
المؤتمرات الدولية التي أحضرها حاليا والتي تتناول محاور عديدة حول قضية #الصدمات Traumas، وفي إحدى
المحاضرات عن الصدمات الجنسية Sexual Traumas قالت إحدى المتحدثات كيف أنه من المؤسف أن نقول
"العادة السرية Masturbation" بدلا من أن نقول: "محبة النفس Self-Love"؛ مُشيرة إلى أنه سلوك
طبيعي يعبر عن محبة وتهنين الذات Self-gratification !!
ورغم أن
المؤتمر فوق الرائع وإستفدت منه كثيراً؛ إلا أنني وقفت هنا مصدومة وشعرت وكأن أحدهم
قد وضع لي السم في العسل!! وتناسجت خيوط أفكاري مع إحدى التعاليم الأخيرة الرائعة
لـ د. ماهر صموئيل بعنوان: "خمس أوجه لمحبة الله" والتي ذكر فيها بما معناه: كيف
أن تعاليم علم النفس المصبوغة بتعاليم العالم والتي تتحدث عن أهمية "محبة
النفس" دون أن تشير للأجزاء القبيحة في النفس تؤدي إلى تدمير الإنسان بدلا من
تحثه لكي يتشكل ويتغير للأفضل، هذا التناسج الذي ساعدني لأقاوم وأطرد السم الذي بخته المتحدثة كالثعبان.
لذا يجب أن نكون
متيقظين ودارسين بجدية حتى نستطيع أن نفلتر كل ما نسمعه ولا نُحمَل كالورقة مع كل ريح
تعليم، وهنا أود أن أقول أن الليبيدو" (الطاقة الجنسية) هي طاقة رائعة ومقدسة
وضعها الله في الإنسان كهدية وعطية عظيمة يجب معرفة كيفية إستخدامها وتوجيهها،
فهذه الطاقة الجبارة تعمل كالموتور الداخلي الذي يدفع بالإنسان ليُنتج ويُبدع
ويفعل الكثير من الإنجازات بل ويحب ويتفاعل مع الأخرين (ليس فقط من الناحية
الجنسية)، ومن الناحية الجنسية فهي الطاقة الديناميكية أو الدينامو في العلاقة بين
الرجل وإمرأته، والتي تعكس مقدار الحب والتفاعل والتواصل الفعلي الموجود بين
الطرفين ، تحافظ على الطرفين من تفكك علاقتهم، وتعكس السلطان الذي أعطاه الله لهم
في تكوين نسل بواسطتهم.
لذا الليبيدو هو كنز بداخل الإنسان ليوجهه للأخر، لا لذاته، فإذا وجهه الإنسان لذاته في صورة
العادة السرية دمر الإنسان نفسه بهذه الطاقة، وإذا وجهه الإنسان بشكل خاطئ ناحية
الأخرين (علاقات جنسية خارج الزواج) دمر أيضا الإنسان بها ذاته والأخرين معه.
الله وهب
الإنسان أمور كثير للتمتع، منها الطاقة الجنسية، ولكن الإنسان عندما يختار أن يعيش
وفقا لرئيس هذا العالم: إبليس – رئيس كل خراب وتدمير؛ عندئذ سيدفع إبليس الإنسان في
سقوط ذهنه وتشوهه العقلي والنفسي ليستخدم ما منحه الله من عطايا لتدمير ذاته
والأخرين.
👈العادة السرية ليست
لتفريغ الطاقة، بل هي تدمر الطاقة التي فيك، ستجعلك خامل ومكتئب و شارد ذهنيا ،غير
قادر على التعامل الصحي والسليم مع المجتمع من حولك.
👈العادة السرية ليست محبة للذات، بل هي تدمير للذات وتقليل من شأن الذات.
👈العادة السرية
هي جريمة في حق نفسك وجريمة في حق الأخر (شريك الحياة)، فأنت تدمر المسارات
العصبية المسئولة عن المتعة بمخك والتي كان يجب أن تسجل خبرات علاقتك الحميمة مع
شريك حياتك بطريقة تجعلك مستثار بصورة صحية مع شريك حياتك بدلا من أن تسجل خبرات أنانية
من متعتك مع نفسك والتي بالتأكيد ستؤثر بالسلب على العلاقة الزوجية، بل وربما ستدخلك
في دوائر الإدمان والهوس الجنسي، فمن يسقط في دائرة الجنس لا يخرج منها بسهولة، بل
تترك فيه جروح غائرة وعميقة تحتاج إلى وقت طويل لعلاجها.
هناك مدرسة تقول طالما أنها لا تسيطر عليك ، وطالما عندما تمارسها كل فترة طويلة لا تكون مصحوبة بخيالات فهي ليست شئ يقيدك ..أطرح فقط هذه المدرسة دون تعليق مني على صحتها أم لا
👈العادة السرية المسيطرة والمصحوبة بالخيالات خطية ،
وفراغ نفسي، بل إضطراب نفسي يحتاج إلى توبة + علاج نفسي.
وأؤكد لك أنك
تستطيع أن تتحرر منها وذلك عندما تقوم بدورك وتأخذ خطوات لتتعرف على نفسك الحقيقية
وتحبها بشكل سليم، فتواجه مع الأماكن القبيحة فيها وتعمل على تغييرها، تملأ الفجوات
التي بداخلك، ترصد الأفكار والصور الذهنية الخاطئة عن نفسك، كيف تتعامل مع ضغوطك وتوترك بشكل سليم، تتعلم كيف تعبد إلهك لا شهواتك ورغباتك، وخطوات أخرى يرشدك
الله لها في مسيرة تعافيك؛ عندئذ ستجد نفسك تعلمت كيف تُعيد توجيه هذه الطاقة
الموجودة بداخلك، لتنطلق بطاقة حب جديدة للعالم من حولك.
👂 من له أذنان
للسمع فليسمع
By: Jackie_YG
No comments:
Post a Comment