عن سارة ‏حجازي ‏وغيرها كثيرين





 أي موضوع الناس بتتكلم عنه ببعد عنه ، لكن صورة سارة بالتحديد وقصتها جذبت أنظاري .. وشفت ف ملامحها وفي عينيهت قصص كأنها بتحاول تحكي حاجة ... قريت كتابات الناس عنها وتأكدت أكتر وأكتر إننا في مجتمع مريض يدفع الصحيح للمرض إن لم يكن قويا وثابتا، بل ويدفع المريض للإنتحار إن لم يتلقى العون والمساندة الصحيحة .. 

#طوني_جورج في البوست بتاعه كتب كتير من اللي عايزة أقوله واللي بيعكس إيماني:
https://www.facebook.com/122247961787312/posts/550268735651897/

صرخاتها وسط إبتسامتها الخافتة في الصورة شدتني لأعرف عنها أكثر (ليس عن معتقداتها او ميولها الجنسية ولكن الألام الحقيقية الداخليه وراء إنحرافاتها الخارجية عن المسار الصحي والطبيعي ) ... فأنا لا أعرف عن بيتها وما تعرضت له في طفولتها او عن حالتها الصحية والبيولوجية والذي أؤمن ان لهذه العوامل (بالتعاون مع طبيعتها الفطرية الحساسة جدا) دور كبير في الكثير من معاناتها، ولكن القليل جدا الذي عرفته عنها أكد لي ما جعلني أستشف معاناتها، مثل:

⊙ تعرضها لإضطارب كرب ما بعد الصدمة PTSD بعد القبض عليها في حفلة "ليلى" للمثلية الجنسية ... وطبعا بخلاف الحبس، نظرات الاهل والاقارب والمجتمع شكلوا عبئا نفسيا عليها فوق العبء الذي تشعر به، نعم إنه يشكل عبء أيها الشعب المتدين السموح، وهنا اود ان اشارككم بمعلومة: د.أوسم وصفي له كتب في المثلية ويعالج المثليون ..ونعم يشفون .. فإذا قابلت في حياتك شخص مثلي الجنسية، من فضلك لا تحكم عليه ولا تنفر عنه، بل ساعده ليذهب لشخص مختص ليفهم سبب إضطرابه ويطلب مساعدة.
⊙ بعض الصور بالأسفل توضح معاناتها بعد سفرها لكندا دون أهلها، مثل صورة لجدتها تتمنى لها ان تظل على قيد الحياة إلى ترجع لتراها مرة أخرى، وصورة أخرى لوشم يوضح صورة أم تحمل وتقبل طفلها ..وأعتقد ذلك رسمته بعد علمها بوفاة أمها (معلومة وفاة أمها عرفتها من فيديو علي BBC)

⊙ خطابها قبل الإنتحار وضحت فيه بكلمات قليلة معاناتها العنيفة ... فإعترفت أنها كانت تصارع للنجاة ولمعرفة الحقيقة وأنها كانت تحت التجربة ( اي لم تكن عائشة مبتسمة فرحة راضية عن حياتها) ، ولكنها بمفردها وبدون دعم فشلت، و رغم ضعفها وهشاشتها، لكني توقفت عند كلمة قوية كتبتها للعالم القاسي الذي لم يقدم لها صورة رحمة الله وحبه: "كنت قاسيا إلى حد عظيم، ولكني أسامح"!!!!  

 هناك معادلة بسيطة أريد أن أشارككم بها ربما  تساعدكم ان تروا الامور بحقيقتها وليس كما تبدو في الخارج ، وهي أن كل شخص سلوكه مضطرب هو في الحقيقة شخص متألم جدا يحتاج للقبول وللتفهم وللإحتواء والمساعدة وربما العلاج.... وأن من حق كل شخص أن يأخذ وقته في إجتياز رحلته الشخصية والخاصة جدا في إكتشاف الحقيقة .. ربما في أثناء رحلته سيخرج عن المسار الطبيعي وسيتخبط وسيتساءل بل وربما سيتمرد، وكل ما يحتاجه وسط رحلته هذه هو القبول الغير مشروط لشخصه كإنسان (حتى لو مختلف مع معتقداته او سلوكه) والصبر والمساندة والدعاء ، فهذا وحده نصف العلاج، بينما الرفض والنصائح والحكم والجلد يسببون تمرد أقوى نتيجة للجرح الذي يتعمق ويتسع نتيجة عدم القبول وعدم التفهم.

أتمنى أن هذه المعادلة تجعل كل شخص نصب نفسه إلها للمحاكمة يخرس .فليس رحمة وقت الدينونة لمن لم يرحم الآخرين، وبالدينونة التي أدنت بها ستدان... 

كتابتي هذه ليس هدفها سارة، فللأسف رحلتها إنتهت قبل ان تنقذ، بل هدفي منها أن ننتبه جميعا لكل من حولنا .. فالأموات أيضا قصصهم ترسل نبضات بدلا من قلبهم الذي توقف ... فلربما يكون في بيتك او وسط دائرة اصدقاءك شخص ينزف من الداخل ...لا تنخدع بإبتساماته الخارجية، فلنحاول أن نتعمق قليلا في رؤيتنا لبعض، فلنطلب من الله يعطينا ان نرى الأخرين بعيونه هو .. ونحبهم بقلبه هو .. عندئذ سنتمكن من أن ننقذ حياة كثيرين شبح الإكتئاب والصراعات والإضطرابات والوحدة يلاحقهم .. ومن منا محصن ? فلنكون شبكة دعم بدلا من شبكة عنكبوت تقتل الضعيف و الهش والمهمش.

#الم #وحدة #صراعات #رحلة #دعم #انقذوا #ارحموا #استيقظوا #اخرسوا #اسمعوا #نبضات #الميت #حياة #شفاء #نجدة #شباب #اطفال 
#سارة_حجازي











No comments:

Post a Comment