كثيرون يثابرون للتقرب إلى الله ، ولكنهم دائما ما يسقطون عند نقطة معينة مما يجعلهم يشعرون باليأس من انفسهم، فيبتعدون عنه ويعتقدوا في أنفسهم أنهم سيئون ولا يستحقون الإقتراب من هذا الإله الذي حاول معهم كثيرا ويصور لهم عقلهم كانه تعب منهم !!
هناك محطة هامة في حياة كل شخص فينا يحتاج فيها ان يسمح لله بان يقوم بشفاء أفكاره المشوهة وشفاء مشاعره من إساءات الأسرة في الطفولة ومن صدمات الماضي؛ وإلا ستظل هذه الأمور مثل شبكة كثيفة من فروع الأشجار الكثيفة المتشابكة بقوة فلا تمكن نور الشمس الساطع من أن تسقط على الأرض لتنيرها؛ وتظل النفس في ظلام دامس رغم كل محاولاتها الروحية لانه تعتنق شبكة من الأفكار المغلوطة عن أنفسهم وعن الحياة وعن الله نفسه تمنع وصول أي رسالة حقيقية إلى العقل والقلب.
الله لا يريد الوصول فقط إلى الروح، ولكنه يريد شفاء كل الإنسان: روح ونفس وجسد، ومثلما نصلي لشفاء الجسد بينما نذهب لطبيب بشري طلبا للعلاج، ومثلما نصلي لشفاء الروح بالممارسات الروحية، هكذا أيضا النفس نصلي لشفاؤها ولكن مع القيام بدورنا بالقراءة وتثقيف النفس بطلب المشورة والمساعدة.
أقول هذا بقلب مثقل بالحزن لأنه مازال الكثيرون يعتقدون أن الذهاب لطلب المشورة يلغي دور الله، ولأن أخرون معثرون أو يحكمون بقسوة على المشورة من خبرات سلبية سمعوها او عاصروها، وهم بذلك في رأيي يفعلون مثل من يحكم على المسيحية بأمور سلبية بسبب سلوك بعض المسيحيين بطريقة لا تعكس المسيحية.
هل تعبت من محاولاتك المستميته للسلوك بإستقامة ولكن تجد نفسك ترجع من حيث بدأت، بل وأسوأ؟ ربما حان الوقت لتسمح لله بالتدخل ليلمس نفسك ويشفيها .. إفتح له .. إنتهز الفرص التي تأتي أمامك، إسال عن ناس امناء يقدمون مساعدات من القلب وليس لأغراض مادية، فالله لا يشفي بظهورات ومعجزات خارقة للطبيعة فقط، بل الأغلب انه يريدك ان تستخدم كل الوسائل الطبيعية العادية خلال حياتك اليومية ليقيمك ويقويك. إتضع وإقبل المساعدة .. فالله لا يكره الساقط ، ولكن الوحيد الذي يكرهه هو المتكبر الذي يظن أنه ليس بحاجة إلى المساعدة.
ليكن الرب معك .. وصلي لأجلي.
@ Jackie.Y.G
No comments:
Post a Comment