هناك دور هام لابد ان يقوم به كل فرد قبل ان يسعى للإرتباط ..ففي رآيي اهم اسباب فشل علاقات الارتباط هو عندما لا يقوم الشخص بدوره في السعي نحو النضوج والتعافي والشفاء من تخبطات وتشوهات الماضي قبل ان يبحث عن شريك حياته، فيبدأ في البحث خارجا عن شخص أخر للارتباط به .. لا ليكمله او ليتشارك معه محطات الحياة المختلفة بحلوها ومرها، بل ليأخذ منه ما فاته من حب وتقدير وشبع .. فيمتص من الاخر ما ينقصه .. فمن يأخذ يجد نفسه غير مشبع او ممتلئ ..ومن يعطي دون حكمة او حدود (اي يذوب في الأخر) يشعر بالإستنزاف وبأن ما قدمه لم يساعد في اي تغيير .. هذا لان ليس دور من يعطي ان يغير ..لا يجب ان يأخذ على عاتقه مسئولية الأخر .. فأحيانا العطاء بدون حكمة في بداية العلاقات يجعل الطرف الاخر يحبو كالطفل دون ان ينضج ..فيتسبب في الأذى بدلا من مساعدته.
لذا قبل ان تسعى ان ترتبط وتسبب الارتباك والأذى النفسي لمن تسعى للإرتباط به /بها، أدخل اولا داخل نفسك .. واجه ضعفك وعيوبك في حضور خالقك الذي يريد ان يحول رمادك إلى جمال، فبدون نعمته ستصدم وقد تقع فريسة لليأس من هول ما ستراه في حجرات نفسك المظلمة والتي ظلت مغلقة لسنوات ... إطلب نعمته ليكشف لك بروحه ..ولكي بروحه ايضا تبدأ التعرف على نفسك والتصالح معها من خلال الدراسة والتثقيف النفسي مع الروحي. ... فالتغيير لا يأتي هكذا بمعجزة مفاجأة من السماء او من خلال حلم لشخص نائم ..لكن معجزة التغيير والشفاء تأتي من خلال ألم السعي والمثابرة والدراسة والتلمذة وطلب الإرشاد
لا أقول إنه ينبغي ان تتمم هذه المهمة اولا ثم تذهب للارتباط . لان الشفاء والنمو رحلة الحياة كلها، لكن أشجعك أن تبدأ فيها الأن .. فإن وجدت من تسندك / يسندك ويتفهم خطواتك أثناء رحلتك فهنيئا لك / لكي، فستكون الرحلة ممتعة طالما الطرفان يقومان بدورهما في التعرف على انفسهم، وعلى بعضهم البعض... لانهما سيتفهمان معنى الألم والتخبط والصراع والشعور بالتمزق .. هنا حقا سيكونا شريكان مكملان لبعضهما البعض ، قادران أن يخوضا بشجاعة معترك الحياة بنجاح سويا لأنهما سبقا وقد إنتصرا اولا علي معاركهما الداخلية ..اي داخل انفسهم.
وإذا لم تجد ذلك الشخص بعد، فإعلم إنك ربما لست مستعدا بعد، او ربما الطرف الأخر ليس مستعدا.. فإستمر في الاقتراب من نفسك ..وسيظهر في الوقت المحدد من الله الشخص الاخر المناسب لك ... لتشهدا سويا على عظيم صنيع الله معكما .. وقدرته على الشفاء والتغيير .. وستكون علاقة ثالوثية ناجحة (الله والشريكان). لأن كل طرف من الأطراف الثلاثة قام بدوره ومسئوليته .. الإنسان في طلب التغيير بجدية .. والله في الإرشاد لطريق الشفاء والمساندة بنعمته وتسهيل العقبات وإعطاء البصيرة والفهم بروحه.
@ Jackie.Y.G.
No comments:
Post a Comment