صوت الحدس الداخلي
العدو مخرب العلاقات
بجوار بيتي حضانة
من يذهب للعلاج النفسي ؟
ليس من يعانون من إضطراب عقلي أو نفسي هم المجانين الذين
يذهبون للمعالج أو الطبيب النفسي مثلما كانت تجسد الأفلام العربيه القديمة ..
ولكن أرى أن الكثيرين ممن يأتون طلبا للعلاج الشخصيات والذين
يصارعون مع إضطراباتهم العقلية لديهم الصفات التالية (ليس الجميع ولكن ربما لاحظت أنها صفات مشتركة للعديد):
👈شخصيات ذكية جدا وربما يسبقون من حولهم في قراءة المشهد
والاحداث ..لذا قد يعانون من الوحدة أكثر من غيرهم لأنهم يبدون غير مفهومون أو غير
منطقيون.
👈لديهم مواهب عديدة.. لذا قد يعانون من غيرة من يشعرون بالنقص
حولهم، كما ربما لم يكتشف مقدمو الرعاية مواهبهم ولم يهتموا بتنميتها فيحدث
إضطراب نتيجة الطاقات المخزنة والغير مستغلة، أو ربما تخرج في صورة عادات ضارة أو مدمرة.
👈شخصيات ولدوا بطبيعة فطرية حساسة جدا . ربما لدرجة أنهم يشعرون في جسدهم بمشاعر من حولهم ... فقد تجدهم يتعاطفون بشدة مع إنسان آخر أو ربما مع قطة أو كلب لو حتى شجرة .. لم يفهم طبيعتهم أحد ممن كانوا يهتموا بهم وهم أطفال .. فربما كانوا يحملون على عاتقهم مسؤولية من حولهم .. ربما شعروا بمشاعر الأم المكتئبة أو الأب الذي يصارع ... شعروا بهم ولم يعلموا ما هذا الذي يشعرون به بالتحديد .
لماذا كل هذا الغمر من المشاعر ؟!!!
لم يميزوا أنها لم تكن مشاعرهم .. وربما ظنوا أنه ذنبهم أنهم سبب صراعات والديهم .. ربنا ظنوا أن عليهم أن يقوموا بدور المنقذ والمخلص فأصبحوا يتركون جسدهم ويذهبوا ليقفزوا في كيان الآخرين محاولة لإنقاذهم .. أصبحوا يتركون هذا الكيان (كيانهم) لأنه لم يعلمهم أحد أنهم محبوبون ومقبولون كما هم .. تألموا.. صارعوا .. تمزقوا .. قاموا بتجربة أمور كثيرة لعلهم يذوقوا ولو رشفة من طعم الحب والقبول الذي حرموا منه .. ولم يعلموا أنه في كل تجربة ترك لكيانهم وكل محاولة لتخدير وإسكات ألامهم كانوا يتركون نفسهم أكثر من الداخل .. وتتحول طبيعتهم الحساسة من ميزة جبارة ونادرة تستطيع أن تغير الكون إلى الوجه الاخر من السيف ذو الحدين وتبدأ في تقطيعهم وتفسخهم من الداخل أكثر وأكثر ..
والمجتمع المريض والمكسور
الذي نعيش فيه والذي بلا رحمة (إلا قلة) يزيد من هذا التفسخ
...
أحزن كثيرا وقلبي يتألم عند رؤيتي لكثيرين من الشباب لا يعرفون من هم . ولا ما هي هويتهم الحقيقية .. فقدوا القدرة على رؤية الواقع كما هو أصبحوا يرونه من خلال عدسة صدماتهم المتتالية وخبراتهم المؤلمة . فتغيرت خريطة العالم كله في أذهانهم ولم يعد العالم لهم كما هو في الحقيقة .. والأخطر أنهم إذا لم يلتفتوا لهذه الفوضى والكسور في دواخلهم سيساهموا حتما في جلب المزيد من الفوضى والكسور لهذا العالم المكسور والمشوه .. وهذا بالفعل ما نراه يحدث حالياً من فقدان للهوية وضياع القيم والمعنى والقدرة على التمييز بين الصواب والخطأ ، بين الخير والشر، بين الأمن والغير أمن...ليس لديهم قوة للحياة ..ليس لديهم قدرة على التنفس ..يعيشون أموات ويطلبون الموت لعلهم يحيون !
حان الوقت أيها الأباء والأمهات لنفوق وندرك خطورة التربية الخاطئة ولنتوقف عن الهروب و إنكار دوركم إما في تشكيل او في ضياع أجيال عديدة .. حان الوقت لكم أيضا لتفتوا لألامكم وفوضتكم الداخلية ولطلب المساعدة.
حان الوقت لكل شخص يشعر بالفوضى في داخله لكي يقف ويواجه هذه الفوضى التي لم تكن ذنبه ، ولكنها أصبحت من مسؤوليته أن يواجهها ويسعى لعلاجها.
@Jackie.Y.G.I
#mentalhealth #Disorders #healing #healingjourneyey #generationaltrauma #recovery #wellness #Parenting #Responsibility #youth #light #therapy #identity