صوت الحدس الداخلي



وانا بسأل ازاي اوصل لشارع معين سمعت رأيين من ٢ مارة بالشارع .. لكني من جوايا مكنتش حاسة إن كلامهم صح . فقررت أتبع حدسي ومكنش عندي مشكلة إني أستكشف وأتمشى شوية .. والحقيقة حدسي طلع صح وكانوا هيتوهوني ..

الحقيقة الأهم من ورا دا إني متعلمتش بالسهل إن أسمع صوتي الداخلي لكن دا حصل من بعد تعرضي لعدة مواقف سخيفة في مكان مُسئ جدا .... ووقتها مكنتش بسمع لصوتي الداخلي واللي كان بيقولي وقتها فيه حاجة غلط في المكان لكن انا كنت بكدِّب نفسي وفضَّلت اني أصدق اللي عينيا شايفاه مش حدسي .. لكن من بعد الفترة دي ومن بعد ما خرجت وتحررت من المكان دا تقوى جوايا جزئية تواصلي مع صوتي الداخلي .. الصوت اللي بنتولد بيه بشكل قوي لكنه بيخفت مع الوقت لما المجتمع والبيئة المحيطة تفضل تفطسه لما تعلمك إنك لازم تمنطق كل حاجة بالمنطق إللي إنت أصلا متعلمه من المجتمع وإللي مفيهوش أي منطق (لو مكنتش بدأت تشتغل على تصحيح دماغك وتطبيق إللي بتتعلمه) أو تفطسه لما تتجاهل صوت الحدس لأن مفيش حد علمك أهميته وإزاي تسمعه .. الصوت اللي أكيد مش بنتبعه بشكل أعمى لكن بنحترمه وبنقرر في أوقات إننا نغامر ونصدقه .. واللي زي النهاردة مخذلنيش لكن علاقتي بيه بتقوى بالعشرة وبعد عدة مواقف في ضوء معايير معينة.. 

اللي عايزة أقوله هنا حاجتين:
١- طبعا طبعا محدش فينا يحب إنه يعدي بمواقف سخيفة أو مسيئة .. لكن بسبب طبيعة الحياة اللي عايشينها في عالم ساقط فيه ناس مش مشفية للأخر وبتعدي الآخرين بإضطرابها، لكن ازاي هنتصرف بعد ما نعدي بالمرحلة السخيفة دي هو الأهم واللي بيشكل كل الفرق في حياتنا 
٢- محتاجين نتعلم إن بعد ما بنتعرض لمواقف سخيفة أو صادمة مش فقط اللي بيحصل هو أننا بنتجرح أو بنتأذي ..#لأ .. دا بعد مرور وقت بتكتشف إنه بيحصل كمان إزدهار وتفجر لمواهب وطاقات مكنتش تتخيل إنها موجودة جواك .. ومش ببالغ لو قلت انها مكنتش هتطلع بالشكل والجمال دا من غير مرورك بأوقات ضاغطة أو سخيفة .. ودا اللي في مجالي في علاج الصدمات بيطلقوا عليه عبارة: "نمو ما بعد الصدمة"
Post Traumatic Stress Growth (PTSG)
والتي تلي مرحلة "كرب ما بعد الصدمة"
Post Traumatic Stress Disorder (PTSD) واللي مش لازم تحصل لكل الناس بعد تعرضهم لمواقف صادمة .. لكن عادة اي موقف ضاغط لو تعاملنا معاه صح بعد ما نعدي بمرحلة فيها بمشعر بلغبطة (من حقك تحس بكدا) بنختبر رؤية كنوز وجواهر بتجعلنا ننسى كل ألم مرينا بيه وقت من الأوقات. 

متخافش .. وصدق دائما اللي جاي أحسن لأنك هتحصد إللي هتؤمن بيه🌹
You will receive what you believe
دمتم معافين ولصوت حدسكم الداخلي حساسين

العدو مخرب العلاقات


العدو مخرب العلاقات 

دي حقيقة محتاجين نوعى ليها .. متعته يستخدم تصرفات الطرف الأخر ويلغبطك بيها .. بل ويخبطك بيها في أماكن ضعفك أو وجعك (اللي قريها ودارسها عنك من يوم ما اتولدت لهذه اللحظة) أو عشان يفتح بيها جرح قديم بتجاهد عشان تتشفي منه .. عشان تفتكر أن الأخر قصده يوجعك .. وكل دا ممكن يطلع تفسيرك إنت في مخك .. ومش هتكتشف دا إلا لو كانت العلاقة تسمح إنك تروح للشخص وتكشفله أفكارك وتفحص صحتها من عدمه 

عشان كدا العلاقات عشان تتوطد بجد وتستمر محتاجة مكاشفة ومصارحة .. محتاجه جهاد من الطرفين .. طرف يعاتب وطرف يوضح ويتفهم .. طرف يعتذر وطرف تاني يسامح ويغفر .. طرف يتكلم وطرف تاني يسمع بإنصات حقيقي .. مفيش حاجة إسمها نفضل كدا ف علاقة مفيهاش أي جهاد أو تعب ..وإلا تبقى العلاقة دي ميتة أو سطحية .. 
ودا بيفسر جزء من حقيقية ليه كثيرين مش قادرين يلاقوا أو يكونوا علاقات حقيقية . لان الحقيقة أن فيه طرف من الطرفين (أو الطرفين) مش عايزين يتعبوا في العلاقة .. ودا لان فيه كذبة تانية إبليس بيلعب بيها في دماغ الأشخاص دي:
 "ما كفاية تعب .. ما كفاية انت غفرت كتير .. دور على اللي يبسطك .. انت محتاج تستمتع "!!

والكارثة في الكلمات دي أنها انصاف حقائق (ودا في حد ذاته تشويه للحقيقة وكذب) .. ودا لأنه بيشجع الشخص أنه يروح يدور على الاستمتاع الفوري ويحبط مثابرته في الجهاد للحفاظ على العلاقة فيستسلم قبل خطوات نهائية للدخول في مرحلة أعمق في العلاقة فيها إستمتاع قوي جدا جدا .. 

دا شفته في مرحلة خطوبتي مع مايك ...لأننا ياما خبطنا في بعض .. وكنا حقيقي في رحلة فيها مكاشفة وشغل على النفس مضني جدا جدا (مرحلة بيهرب منها كثيرين من الرجالة خوفا منها لأنها فعلا مرحلة مخيفة والأغلبية دلوقتي عايزين المتعة وسلطنة الدماغ وبس !! دا من حقك تخافي منه وتهربي !!) .. لدرجة اني في أوقات كثيرة كنت بفقد سلامي وكنت بخاف .. لكن بعد الجواز لقيت أنه كان فيه مخاوف كثيرة كانت واخدة حجم أكبر من حجمها .. وقتها كان من حقي اخاف (وهو كمان) .. أيوة الراجل كمان بيخاف على فكرة .. وأيوة حتى لو كنتي شغالة على نفسك واتشفيتي في حاجات كتيرة من حقك تخافي .. دا كفاية بس العدو يجيبلك حتة كدا ويقولك "بص على نسب الفشل في الجوازات حواليك . يعني انت اللي هتفلح !!!" .. كداب ..

بس خوف عن خوف بيفرق .. ولأنه قرار مصيري، فبكرر تاني : أيوة من حقك كراجل وكإمرأة تخافوا في المرحلة دي .. لكن الرجولة هنا (عند الراجل وعند الست) هو أنهم يقرروا يحاربوا مع بعض .. مش ضد بعض .. ودا اللي ساعدني انا ومايك بشهادة ناس قريبين مننا أنهم يشوفوا أننا عدينا بخبرات = خبرات ناس متزوجة بقالها ٥ سنين ... ودا لأننا اخدناها جد لأننا كنا عارفين أن الموضوع مش هزار ولا شوية مشاعر .. فإشتغلنا إننا نبنيها صح من الأول .. ودا تطلب مني ومنه جهاد حقيقي عشان نعرف نستمتع دلوقتي بعلاقتنا اللي بشكر ربنا عليها من كل قلبي ❤️

ودا كمان يخليني أقول أن فيه تعاليم كتيرة خاطئة ومش عملية ولا شخصية بتتقال قبل الجواز ، زي أنه "لازم تكوني حاسة بالسلام والدنيا ماشية بدون خلافات " .. من موقعي هذا اقول دا كلام بلح 😁 طبيعي مرحلة التعارف تكون مليانه بمشاعر كلها عكس بعض .. ومن الأفضل أنه ميبقاش فيه ماسكات ولا تجميل قبل الجواز .. وياريت كمان شوية خناق كدا عشان تتعلموا بس تتخانقوا صح ازاي ..صدقوني الخناق دا فيه تعليم وتغيير بردو .. عشان كل طرف يبقى واخد فكرة هو داخل على ايه .. فيقدر يقرر وهو شايف وعارف .. مش تحت تأثير مخدرات العواطف والتسبيل والرومانسية (واللي مكانها الاحلى بعد الجواز)، وهنا بينفع اوي وجود حد حقيقي كبير معاكم في المرحلة دي ..يصلي لأجلكم .. ويكون معاكم بخبرته ونصايحه... 

فأيوة إبليس كان كتير يخوفنا ..وكتير كان بيضربنا ببعض .. لكن كل مرة كنا نكتشف حيله ونقرب اكتر من بعض

ودا كمان حصل معايا ف موقف قريب إني وقعت ف غلطة افتكرت اني خلاص اتشفيت منها لكن وارد يصطادك في لحظة ضعف: ودا لما افتكرت حاجة معينة عن شخص نتيجة تصرفات معينه .. ورحت قلتله انا زعلانة عشان كذا وعندي افكار كذا وكذا . فرد قالي أن دا مش حقيقي وإن دا مش قصده خالص ..ودي علاقة غالية عليا وكنت حقيقي شاعرة بحزن الفقد وكأني خسرتها بالفعل ..لكن اتاريني انا اللي كنت هبقى بنفذ وبفعل خسارتها نتيجة لعب العدو بأفكاري لولا مكاشفتي للأفكار دي مع الشخص كنت فعلا هكمل سكتي وانا في قلبي حزن ردئ .. واللي كان ممكن يبقى باب فتحته للعدو و مدخل لأفكار ومشاعر كتيرة تانية كان ممكن تضلم قلبي وذهني .. 

طبعا كلامي دا لا يؤخذ في المطلق عشان تطبقه على حالتك أو وضعك لاني معرفش التفاصيل بتاعتك .. وطبعا كل قصة غير التانية .. لكن حقيقة واحدة تاخدها في المطلق لو بتثق ف كلامي (ومن حقك ألا تثق): أن إبليس مخرب العلاقات .. وهيستخدم ضعفاتك عشان تصدقه.. فيالا إتشجع وإفضحه بانك تفضح فكرك والمقابل إنك هتكسب نفسك وهتكسب الأخر والمكافأة بجد جميلة أوي وتستاهل .. سوري بلا كرامة بلا كبرياء بلا صورتك في عيونه هتبقى ازاي بلا تعاليم من العالم تفتح بيها أبواب للعدو لتخريب حياتك ..

 إتضع .. وجاهد .. وربنا يسندك وبيسندك وهيفرحك ❤️🌹

#علاقات #مخرب #العدو #تعاليم_مغلوطة #حب #ثقة #مكاشفة #مصارحة #علاقات_صحية

بجوار بيتي حضانة





بجوار بيتي حضانة .. 

في الصباح الباكر ووسط استمتاعي بوقت هادئ قبل خروجي لدوشة العالم سمعت في يومين مختلفين صرخة طفل بحرقة .. أتوقع أنها نتيجة إنفصاله عن أهله وذهابه للحضانة .. إنها صرخة الإنفصال .. وجاء لذهني إنها الصرخة الأزلية منذ إنفصال الجنس البشري عن الله .. الأب.. المصدر .. الحضن .. الأمان.. 
ومنذ تلك اللحظة (لحظة الإنفصال) ضرب القلق وإضطراب التعلق كل الجنس البشري .. فيولد الطفل وليس لديه أي يقين أنه محبوب أو إنه مرغوب فيه .. لذا يحتاج الطفل بشدة إلى والديه لتوكيد ليس فقط ذاته، بل وجوده من الأساس .. 
(للإستماع لبعض النصائح في التربية: اللينك 👇)

ومنذ تلك اللحظة البشرية كلها تبحث عن ذلك الحضن ..عن الأساس .. عن المعنى .. 
وللأسف هناك من يلقون بأنفسهم في حضن الانترنت والسعي الحثيث لنوال الاعجاب من الأخرين، وهناك من يلقون أنفسهم في حضن المخدرات (والعدد يتزايد)، وهناك من يلقون بأنفسهم في حضن الجنس، وأيضا من يلقون بأنفسهم في حضن الموت (الإنتحار).. ولكن يا لخيبة أمالهم عندما يفاجئون أن هذه الأحضان لم تشبعهم ولن تهدئ الصرخة.. صرخة الطفل الجائع جدا بداخلهم .. بل على العكس ..تزيد من الفجوة بين أنفسهم التي خلقت لتشبع ولتستمتع بالعلاقات وبين مصدر شبعهم .. الحضن الأساسي للثقة .. بل وتوسع الفجوة بينهم وبين أنفسهم الحقيقية التي لم تكتشف لأنه لم يتم إكتشافها من قبل الموكلين من الله لمساعدتهم على ذلك، ألا وهم الأب والأم .. بل وربما لن يكتشفوها حتى ولو وصلوا لسن ال ٦٠ (إن وصلوا لذلك السن) إن لم يقوموا هم بالقيام بدروهم في تحمل مسؤولية إكتشاف أنفسهم التي تشوهت وطمرت تحت أكوام الرسائل المشوهة والسلبية عن أنفسهم، وعن الله، وعن مستقبلهم.

إنها الأن ساعة لنستيقظ من النوم ونلتفت لصراخ الناس من حولنا ..بل ولصراخ أنفسنا من الداخل ، لنأخذ خطوات صحية تجاه أنفسنا وتجاه الأخرين في علاقاتنا.