ما بين الأفلام الرومانسية والواقع !

كثيرون يرتبطون ثم يصدمون فيندمون !!

المشكلة الحقيقية ليست في الزواج، ولكن في التوقعات الغير واقعية نتيجة الأفكار المشوهة التي تصورها الأفلام الخيالة ذات الطابع السندريلي ذو النهايات السعيدة والتي لا تنقل سوى تصورات وأحلام المخرج !!

فبينما يتشبع ذهن ومشاعر وكيان المُشاهد من تلك الأفكار والتخيلات؛ يخرج هو ليبحث عن تلك السيندريلا التي ستشعره برجولته ، وتبحث هي عن ذلك الفارس الشجاع الذي سيحتوي أنوثتها ... يضعون أمام أعينهم تلك العبارات الواهية التي لا تمت للواقع بصلة؛ عبارات مثل: الحب من أول نظرة / مقدرش أعيش من غيرك / أنا ولا حاجة من غيرك / الحميمية والجنس في الزواج ... إلخ.

ولا تقدم تلك الأفلام دروس حقيقية عن الواقع الذي يقتل تخيلات وتصورات تلك الأذهان الممتلئة بأفكار مثل الدخان والتي تتطاير مع أول هبوب لرياح الواقع؛ دروس حقيقية من الحياة مثل (على سبيل المثال لا الحصر):

1- الحب الحقيقي لا يأتي إلا بالمعرفة الحقيقية للشخصية ومن العشرة، وإلا كانت مجرد مشاعر نفسانية متقلبة تختفي بعد الزواج !

فما الحياة إلا إنتظار ... فإن كنا نصبر وننتظر أمور كثيرة في حياتنا مثل الشهادة والتخرج.... أفلا نقوى على الصبر و إنتظار أقدس أعمق وأرقى علاقة في البشرية والتي تحتاج الكثير من المجهود والوقت والدراسة ؟!!

2- أن الزواج لا يقدم الحل لمن يشعرون بالوحدة أو الرفض أو الفراغ العاطفي ... فمن إستطاع أن يعيش بمفرده ويعلم جيدا قيمته ودوره في الحياة؛ سيستطيع أن يجتاز بنجاح مرحلة (القلب المكسور نتيجة الهجران والفراق) وأن الحياة لا تتوقف على شخص بعينه !!

3- أن الزواج ليس هدفه هو الأخذ (بكل صوره): المشاعر أو العلاقة الجنسية ... بل هو العطاء.. ثم العطاء .. ثم العطاء ..

4- أن الزواج لا يعني السعادة الدائمة .. بل هو تعلم كيفية الإستمتاع بالحياة وسط وجود المشاكل والخلافات والتحديات ..

وغيرها من أمور كثيرة لا تعلمها تلك الأفلام ....

فيا من تبنون أحلامكم الوردية بناء على قصص وروايات رومانسية .. أفيقوا للواقع وتلمذوا أنفسكم بكورسات وقراءات تعليمية عن كيفية إختيار شريك الحياة ، كيفية مواجهة أزمات الحياة، أسلوب التربية السليم ... إلخ. وإلا؛ أنظروا حولكم وأنتم ستفهمون !!

@Jackie .Y. G